العَمَلُ لِوُجُود حُلُول في لِيبِيا
العَمَلُ لِوُجُود حُلُول في لِيبِيا
بطبيعة الحال في الحوار السياسي عدم وجود حلول سحرية للمشاكل في ليبيا، لكن يوجد تفاهم بين مجموعة من التساؤلات والاستشكالات التي تطرح اليوم على الساحة السياسية والعسكرية الليبية وتجنب البلاد من المزيد من طلاسم الصراع الدائر بين المشير خليفة حفتر وفائز السراج.
ولتسأل الحقيقي الذي يطرح عند استقبال رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج وزير الخارجية الايطالي لويدجي دي مايو على العامة ، حين تقترب قوات المشير خليفة حفتر على مشارف العاصمة الليبية.
إلى أخر على سبيل المثال لا الحصر بين القوى المغيرة على طرابلس العاصمة الليبية، والقوى الرادعة لها من المنطقة الغربية في شكل كر وفر والابتعاد عن الأمن والاستقرار داخل الدولة الليبية.
تدهور الوضع في ليبيا ، دخول الجنرال خليفة حفتر العاصمة الليبية يعمل على إنشاء حرب أهلية ثانية بعد تصرح القائد العسكري في خطاب قصير متلفز على الشاشات المرئية في كلمات من تقديم إبطالنا والهجوم الحاسم ووقت ساعة الصفر.
وبمعنى أخرى كيف تحل طلاسم الصراع الدائر اليوم في ليبيا والجهود المثقلة على المبعوث الأممي غسان سلامة بالعودة إلى المسار السياسي وتجنب العمل العسكري بهدف استعراض العضلات العسكرية القوية من المنطقة الشرقية و إنهاء حالة الصراع الليبي.
اجل هو صراع سياسي عسكري بين طرفين الصراع الليبي، وهو حقيقي ليس فيه ريبه في إدامة الصراع ومأساة الشعب الليبي وزيادة معاناته بعد ثورة الربيع العربي التي استهدف فيها النظام السابق بالزوال.
والحكيم العاقل، ذو البصيرة والحذق بالأمور في الرأي الخاص، صراع حقيقي ليس مفتعل ومصطنع، وما الأشياء التي تشكل مثار ومدار الصراع والشد والجذب القائم بين أبناء الوطن الواحد كان يجب عليه أن ينتهي مع بداية الثورة الشعبية الليبية.
والحلول السريعة ليس لها نافع على المدى الطويل، بل المشاكل تتطلب مهلة زمنية وحلها يستغرق وقتا طويلا واستبعد أي اتفاق خارجي يعمل على لملمة الطيف الليبي من معالجتها للأوضاع محليا ودوليا في مؤتمرات خارجية لتعزز السيادة الوطنية الليبية.
الحلول بين أيدنا نحن في الداخل وضرورة دعوة كل من له الصلة المعنية بالشأن الليبي دون إقصاء أي طرف، مؤكدين على حقوق المواطنة والدستورية الشرعية التي انطلت بها دولة الاستقلال الليبية.
إن التصريحات العسكرية التي صدرت عن المشير خليفة حفتر، والتي تقترن بحرب الناتو على النظام السابق لتشهد ليبيا مرة أخرى هدية حرب الناتو لعام 2011 على الأراضي الليبية، إذ ما عزم المشير دخول العاصمة الليبية
طرابلس رافضة أي محاولة جنونية أخرى من هذا القبيل، وهي على استعداد كامل بما وصفتها انقلاب حفتر على العاصمة الليبية طرابلس، والحل العسكري لا يخدم مصالح الدول الإقليمية ولا تحل الأزمة الليبية بصفة خاصة.
بل الكثير من المحللين السياسيين يعولون على جهود غسان سلامة بالعودة إلى المسار السياسي الذي تخدم القضية الليبية، والأمل كل الأمل في آن يحقق مؤتمر برلين القادم كل النجاحات بين كافة الدول المهتمة بالشأن الليبي.
وفي نفس الوقت دعت فرنسا وألمانيا وايطاليا إلى الحل السياسي ودعت جميع الأطراف الليبية والدولية إلى وقف القتال وإعادة بدء مفاوضات ذات مصدقيه برعاية مبعوث الأمم المتحدة غسان سلامة.
ويضل دور الأمم المتحدة ضروريا لتعزيز الحلول السياسية المشتركة، خاصة في ليبيا، مع تصرح رئيس الوزراء جوزيبي كونتي خلال تصريحات مشتركة مع الأمين العالم للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس في فيلا ماداما ايطاليا.
والواقع أن للسياسة الدولية تكتيكاتها وأحكامها الخاصة بها لذا قدم رئيس الوزراء جوزيبي كونتي الدعم الكامل للمبعوث غسان سلامة من اجل إعادة إطلاق العملية السياسية وايطاليا كررت الدعم مرارا وتكرارا في تأيد عملية برلين وتأمل أن يتم عقد المؤتمر في ألمانيا في اقرب وقت ممكن، في بداية العام القادم.
وقد يكون الوصول إلى الحكم أسهل بانتخابات رئيسية وتشرعيه جديدة، عند تواجد الدستور الوطني الليبي من العملية العسكرية التي تطيح بالعاصمة الليبية طرابلس، وفي هذه الحالة سيكون من الصعب المحافظة على استقرار وامن وسلامة الدولة الليبية العصرية.
بقلم / رمزي حليم مفراكس