مشهد ارتفاع إنتاج ليبيا من النفط واعتراض صفقة القرن
مشهد ارتفاع إنتاج ليبيا من النفط واعتراض صفقة القرن
من الممكن أن يرتفع إنتاج النفط والغاز في ليبيا في غمرة من برمجيات حركة الاقتصاد المدروسة للإفراد المجتمع الليبي، برامج اقتصادية تدقيقية تعمل على مسيرة تحضر الشعب وتطرح معها التطور الاقتصادي في عالم النفط والغاز.
إن مستويات الإنتاج من النفط الليبي بلغ الى ما يعادل 1.28 مليون برميل يوميا كما ورد في تقارير نوفمبر لعام 2018، وهذا يعني أن إنتاج ليبيا من النفط تضاعف في الإنتاجية.
إن الإنتاج من النفط الليبي ازداد بشكل كبير على الرغم من التخفيضات التي ترغب من تحقيقها منظمة ابك، منظمة الدول المصدرة للبترول مع ارتفع إنتاج ليبيا في النصف الأخير من العام الى أعلى مستوياته في أكثر من خمس سنوات.
لكن ليبيا الغنية بالنفط والغاز تعاني وتكافح الفاسد المالي والإداري والاقتصادي والاجتماعي والانقسامات السياسية والسيادية في مؤسساتها الوطنية والتي تعيد فيها ليبيا التفكير مجددا استغلال الموارد النفطية لتحول من هذا المأزق منذ ثورتها لعام 2011.
تتعرض منشآت إنتاج النفط مرارا في السنين الماضية للهجمات الإرهابية وعمليات الاستيلاء من قبل الميليشيات المتحاربة. وفي سبتمبر / أيلول ، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية بالتعاون مع الأمم المتحدة عقوبات على زعيم ميليشيا ليبية بارزة بسبب اختطافه منشآت نفطية حيوية في يونيو / حزيران الماضي.
وبينما يجلس السكان الليبيون فوق أكبر احتياطي نفطي مثبت في أفريقيا ، لم يشعر سكانه بأي فائدة من ذلك ، إذ تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 40 بالمائة من الليبيين يعيشون تحت خط الفقر.
ومن بين المأزق والمشاكل التي توجها ليبيا عند مواقف احتجاجية ينظمها العاملون بالقطاع النفط في تسعة حقول النفطية الليبية بزيادة في مرتباتهم بنسبة وقدرها 67 % على المرتبات الأساسية وصرف الزيادات المتأخرة لقطاع النفط عبر الميزانية العامة للعام المقبل لعام 2019.
معانة ليبيا الداخلية كانت قابله التفهم من مجتمع الأوبك ومن كثرة الصعوبات التي واجها ليبيا ومن أخفيضات إنتاج النفط الليبي في الماضي ، مما تحرص منظمة الأوبك على إبقاء الأسعار على ما هي عليها دون التراجع والتي تم إعفاء ليبيا ونيجيريا بتخفيضات منظمة الأوبك منذ يناير عام 2017 بسبب النزاعات الداخلية.
ومع ارتفاع أسعار النفط من منطقة السوق الهابطة ونزولا من أعلى مستوى له في أربع سنوات تقريبا في أطول سلسلة هبوط للخسائر في خلال أربع وثلاثون سنة، تجري اوبك محادثات مع كل من ليبيا ونيجريا حول صفقة خفض الإنتاج.
وأما المملكة العربية السعودية والتي تعتبر اكبر مصدر للخلايا التي تضم 15 عضوا، تصرح بأنها تحتاج الى خلق إنتاج بنحو مليون برميل يوميا ويأتي هذا القلق بشأن وفرة المعروض بعد أن تحركت المملكة العربية السعودية في البداية لتعزيز المخزونات قبل العقوبات الأمريكية على قطاع الطاقة الإيراني.
ولإعادة الشركة النفط الوطنية الليبية بناء صناعة الطاقة لديها منذ ثورة السابع عشر، زادت حجم صادرتها النفطية البالغة في مجموعها الى 3.5 مليار دولار أمريكي حتى الآن هو الأكثر من مثلها من العام الماضي لعام و 1.7 مليار دولار الى الصين في عام 2017.
وأما انسحاب قطر من منظمة الأوبك اعتبارا من العام القادم لعام 2019، كان قرار بانحسار نفوذها وعزلتها السياسية، ومن ردود دور المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والروسي المهيمن على السوق النفطية.
الكثير المحليين يروا أن خروج قطر لن يكون مؤثرا في المنظمة ويرجع الى أن إنتاج قطر من النفط ليس ضخما ولكن زيادة إنتاج قطر للغاز الذي يعتبر الأهم لديها كان في زيادة بواقع 10 بالمائة سنويا ليصل الى 110 ملايين طن سنويا بحلول العام 2024.
أما بالنسبة لليبيا، إعادة التفكير مجددا في العامل السياسي يعد اجتماع باليرمو المؤخر في ايطاليا الذي سوف يوفر بعض التفاؤل لليبيا من الناحية السياسية التي تعمل على تحول المأزق والى تغير نمط التفكير بين الأقطاب السياسية المنقسمة على بعض.
يوجد لدينا قائد كرزمي، المشير خليفة حفتر الذي يسيطر على المنطقة الشرقية من البلاد ورئيس الوزراء فايز السراج من الجهة الأخرى لحكومة الوفاق الوطني في العاصمة الليبية طرابلس من المنطقة الغربية، اللدن يعملان على دعم خطة الأمم المتحدة لإجراء الانتخابات في العام القادم.
العامل السياسي في ليبيا متشابك بالعمل الاقتصادي والأمني، والسد الذي تعاني منها ليبيا اليوم هي تلك العوامل ومن الدروس المستفادة منها بشيء من الروية والتأمل، وليس في سيل العواطف الجانية المبثوثة في كل ناحية من نواحي الوطن الليبي.
ما يحدث في ليبيا هو انقسام بين الشرق والغرب وتراكم في المشاكل المالية سواء في الميزانية العامة للدولة الليبية أم في متابعة صرف الميزانية العامة ومن المؤكد أن ليبيا ستستمر مع الدول اوبك وضخ المستويات القياسية الحالية من النفط الخام الليبي.
وقالت شركة أوراسيا غروب الاستشارية في مذكرة بحثية الأسبوع الماضي "من المرجح أن يستمر إنتاج النفط على المدى الطويل في الارتفاع إذ من شأن اتفاق سياسي أن ييسر مزيدا من الاستثمار في حقول النفط الليبية.."
وفي حين كان المشير خليفة حفتر يعارض في وقت سابق على الانتخابات ، إلا أنه يعتقد أنه أكثر دعماً للانتخابات المبكرة للاستفادة من شعبيته المتزايدة تجاه سراج. ومن المرجح أن تكون الانتخابات معقدة ، وأن مدى قبول جميع أصحاب المصلحة والفصائل في ليبيا للنتائج غير مؤكد.
المشير خليفة حفتر يسيطر على الهلال النفطي في شرق خليج سرت والذي يضم أربعة موانئ رئيسية تشكل حصة الأسد من صادرات ليبيا النفطية ، المواقع الأربعة هي المصادر الرئيسية للعملة الصعبة التي تشتد الحاجة إليها ليبيا اليوم.
ومما تعتمد حكومة الوفاق الوطني على الميليشيات الليبية المسلحة في فرض النظام في طرابلس ولم تستطيع حتى الآن السيطرة المطلقة وقد فشلت في محاولاتها لتسريح المقاتلين ودمجهم في هياكل الدولة الليبية الرسمية آو في جيش وطني ليبي نظامي.
اغلب المليشيات المسلحة الليبية عبارة عن قطع من المليشيات المتفرقة غير مترابطة مع بعضها البعض وغالبها تتصادم في ما بينها، مما يعزز ذلك إمكانية المشير خليفة حفتر قدراته العسكرية على توسيع المناطق الخاضعة لسيطرة من القاعدة الشرقية.
الكثير منا بتسال في الأنة الأخيرة عن وجود قوتين مشاركتين في أجاد حلول لازمة الليبية المتشابكة، وبغض النظر من له مصالح أكثر في ليبيا ومدى قدرة القوتين على فرض صفقة القرن على واقع الأمة الليبية والتي ذكرنها في مقدمة المقالة من اعتراض لها.
إن لدى كلا البلدين المتنازعان، ايطاليا وفرنسا استثمارات مكثفة في قطاع النفط الليبي وبالإضافة الى قربها الجغرافي التي تفتخر ليبيا بمواردها النفطية الغير مكلفة نسبيا في استخراجها وجودتها النفطية وتصدريها الى دول العالم.
الأحداث تتسارع وتسارعها يؤشر على وقوع حدث ليس في صالح الأمة الليبية رغما عنها، واقع مخيف تتمزق فيها ليبيا بين الطرفين المتنازعين سياسيا وعسكريا، وبين الأقطاب السياسية المتنازعة وبين دول الإقليم ودول الجوار الى ليبيا منها تونس ومصر العربية.
لطالما كانت إيني الإيطالية أكبر منتج أجنبي في ليبيا ، على الرغم من أن شركة توتال بدأت تكتسب قوتها. وفي وقت سابق من هذا العام ، حصلت الشركة على حصة قدرها 16٪ في امتياز الواحة في حوض سرت ، وهذا مؤشر على تجدد الثقة والاعتراف بالفرص التي يوفرها قطاع الطاقة.
أن مؤتمر باليرمو الصقلية خطوة مهمة ناحية حل الصراع ودفع الى وصول المشير خليفة حفتر الى رما لمقابلة رئيس الوزراء جوزيبي كونتي مرة أخرى.
اليوم تتمثل المطالب في جودة العمل باعتراف أن ايطاليا الدولة التي لا غنى عنها في اللعبة الدولية وعملية المصالحة ومن تقارب وجهات النظر بين الطرفين في الشرق والغرب الليبي.
يبدو أن الجميع اليوم أصحاب المصلحة ومتفقون على أن الانتخابات ضرورية لبدء عملية توحيد البلاد وإنها الحرب، لكن لازال هنالك خلافات حول كيفية الوصول الى أخر النفق المظلم وإخراج ليبيا من الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية ودفع عجلة التنمية الاقتصادية وإنعاش الاقتصاد الوطني الليبي.
بقلم الأستاذ رمزي حليم مفراكس
رجل أعمال – كاتب ومحلل سياسي واقتصادي ليبي