top of page

ليبيا لا تمنع عقلية العسكرة في مواجهة تصاعد الإرهاب الإفريقي

لقد دق نقوس خطر الإرهاب الأفريقي من فترة زمنية بعيدة جدا، واليوم تواجه القارة الأفريقية الإرهاب يتزايد وتوغل وتتعدد التنظيمات الإرهابية وتنوع أفكارها الراديكالية.

ولكن كان لازما على دول افريقيا أن تتخذ إجراءاتها سريعا لمواجهة الإرهاب المنتشر الذي أصبح كالورم السرطاني الخبيث في جسد القارة الإفريقية.

افريقيا تواجه مشاكل لا حدود لها، مشاكل من بين الهجرة الغير قانونية وسوق النخاسة المتمثلة في خروج الأفارقة الى أوروبا الغربية بحثا الى حياة أفضل، دخول تنظيمات إرهابية متعصبة تحمل أفكارا عقائدية متطرفة تفرض أجنداتها بعقلية مصقولة بتراث وأمجاد الماضي .

ولقد عكست تنامي خطر مشكلة الإرهاب المتطرف على قارة افريقيا من وضع استراتجيات متعددة بين حكومات دول افريقيا في العمل الجاد على مكافحة الإرهاب المنتشر في ربوع دولهم.

وآما البعد الأمني كان دون غيره من ضروريات مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة التي تدق بعض أركان وبنيان الدول السياسية الأفريقية التي أصبحت تتراجع من قدرتها في مواجهة الإرهاب المتنامي.

المشير خليقة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية، بدوره يواجه مشكلة الإرهاب بصفة عامة ومن تحرير مدينة درنة بصفة خاصة، من الجماعات الإرهابية المتطرفة وينقصه الكثير من العدة والعتاد والدعم المستمر من الدول الجوار.

لم يكون المشير خليفة حفتر ناجحا أو قادرا على تحرير مدينة درنة التي تعتبر المعقل الرئيسي لجماعات الإرهابية التي لم تلقي السلاح بعد، والتي حصارها المشير مدة زمنية طويلة، وإعطائهم فرص إلقاء السلاح والتوبة من قيام أعمال إرهابية داخل ليبيا.

تعدد الإرهاب في ليبيا بتعدد التنظيمات المسلحة في صحراء ليبيا المترامية الأطراف فلا يكاد القتال يهدا في منطقة إلا أن يبدأ في منطقة أخرى وهذا يرجع الى كل مدينة تملك على الأقل كتيبة تضم أبناء لها بتلك المنطقة أو المدينة أو القرية الى صفوف مقاتلها.

تنظيمات إرهابية في ليبيا تختفي وتخرج مرة أخرى، هي نفس التنظيمات بشكل أخر وأسماء جديدة في كل مرة تحت مسميات أخرى وهذا يرجع سببه الأول انتشار السلاح في كل مكان بكميات غير معقولة.

يضاف الى مشكلة الإرهاب في ليبيا المشاكل السياسية بين الأطراف المتنازعة على السلطة وعدم وجود استقرا سياسي وعدم توحد المؤسسات السيادية والعسكرية الرسمية تحت مشروع الدستور الليبي الجديد.

ويتقد المشير خليفة حفتر بصفته القائد العام للقوات المسلحة الليبية الأوضاع السياسية الليبية الحالية لوجود حكومات ثلاثة في ليبيا التي لم تحقق حتى الآن أي تقدم على ارض الواقع لصالح المواطن الليبي، في زيارة له الى عين مارة بالقرب من مدينة درنة.

يقول المشير حفتر في ظل الحكومات المؤقتة لا يمكن أن تكون هنالك زراعة آو صناعة أو إعمار وتنمية، فيجب تسخير كل إمكانيات الدولة لصالح مواجهة العدو.

الحكومة المؤقتة الموالية للبرلمان وللجيش الليبي في شرق ليبيا بقيادة عبد الله الثني تواجه نوع من التخبط وإعادة تشكيلها من قبل ثلاثة من الوزراء.

حكومة عبد الله الثني نزعة منها ثقتها بعد الفراغ الأمني الذي حدث في مدينة بنغزي من بعد تحريها من قبضة الجماعات الإرهابية ولم تواكب المرحلة أو من أن تقدم برنامج عمل فعلي وحقيقي يخدم المواطن والدولة الليبية.

حكومة شرق ليبيا تعتبر حكومة غير معترف بها دوليا، مطالب منها اليوم تقديم استقالتها وأعادت تشكيلها من قبل الوزراء الثلاثة، و زير الخارجية محمد الدايري ووزير الصحة رضا العوكلي والمهدي حسن نائب الوزراء لشؤون الأمن.

إن ازدياد معدل الفقر وتدني الحالة المعيشية من الأوضاع الاقتصادية الراهنة ومن ارتفاع الأسعار علاوة على تدني التحاق الأطفال بمدارسهم بسبب الأوضاع الأمنية، وإهمال الكبير من الحكومات الليبية في الشرق والغرب استثمارات داخل الاقتصاد الوطني.

وان الأجهزة الأمنية المسؤولة عن تأمين وحماية منطقة الهلال النفطي الإستراتيجية تشدد من باجراتها حول الحقول النفط الليبي، بعد إعلان قائد جهاز حرس المنشات النفطية بالمنطقة الوسطى والشرقية العميد مفتاح المقريف بأنه قد اصدر تعليماته الى أمري الوحدات والسرايا بالجهاز بضرورة اخذ الحيطة.

تونس من جانبها تدعوا الاتحاد الأوربي الى زيادة المساعدات المقدمة لها من اجل التمكن من مكافحة الإرهاب بشكل أفضل ولكنها تواجهه تونس صعوبات ماليه في تمويل حملاتها على الجماعات الإرهابية المتطرفة .

و ربط تونس بالاتحاد الأوربي اتفاقيات في مجال الأمني ومكافحة هجرة غير نظامية وقانونية، كان يجب على تونس التواصل في الانتقال الديمقراطي والاقتصادي الذي يساعد على مكافحة الإرهاب والهجرة الغير منظمة من تونس الى أوربا.

وأما الرئيس السوداني عمر البشير لم يسمح للتنظيمات الإرهابية مطلقا بآن تجمع بين العمل المسلح والمشاركة في العملية السياسية في دولة السودان.

لقد أعطاء البشر الخيارين لا ثالث لهم، إما العمل السياسي وإما العمل المسلح، وإذا اختاروا العمل المسلح فسوف يواجهوا بالحسم اللازم وإذا اختاروا العمل السياسي، فيطلب منهم إعلان نبذ العنف وترك السلاح والانخراط في العمل السياسي السلمي.

وأما من مجلس النواب المصري وافق على تشكيل مجلس الأعلى لمواجهة الإرهاب والتطرف الذي يحل محل المجلس القومي السابق بقرار أصدره الرئيس عبد الفتاح السيسي.

تشكل مجلس جديد من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء والدفاع والخارجية وشيخ الأزهر وبابا الأقباط الأرثوذوكس ورئيس جهاز المخابرات العامة، وضع خطط إستراتيجية وطنية شاملة كل خمس سنوات لمواجهة الإرهاب والتطرف داخل وخارج جمهورية مصر العربية.

فأما المملكة المغربية عززت وجودها في قوات حفظ السلام في الدور الإفريقي، مما تمكنها من ضمان مقعد مجلس السلم والأمن الإفريقي، التي استلمت مقاليد عضويتها بشكل رسمي لأول مرة لتكون عضوا في جهاز تنفيذي مهم في القارة الإفريقية منذ عودتها للاتحاد.

ظواهر الإرهاب تواجه بوركينافاسو من ضمن خطر هشاشة بنية الدولة ومن تراجع قدرتها عند مواجهة الإرهاب التي لم تمكنها من إقامة علاقات اقتصادية مع الدول الأخرى في دعمها ومعالجة العديد من الإخفاقات التنموية مثلها مثل غيرها من الدول الإفريقية.

لقد شكل ضعف تحالفات الدول الأفريقية ضد الإرهاب تضاعف استهداف الجماعات المسلحة الإرهابية جيوش دول الساحل الأفريقي التي شكلت من منطقة الساحل والصحراء من خمسة دول منها موريتانيا ومالي وبوركينافاسو وتشاد والنيجر.

و في إطار التعاون والتحالف الدول الأفريقية مع بعضها البعض تحت غطاء مجلس السلم والأمن الإفريقي التابع للاتحاد الأفريقي، الذي يعمل بهدف محاربة الجماعات الإرهابية المتطرفة عقائدية، ستمنع من وجود واستخدام الأرضي الأفريقية قاعدة لانطلاق عمليات وضرب دول المنطقة وخاصة المناطق الساحلية المطلة على حوض البحر الأبيض المتوسط.

بقلم الأستاذ رمزي مفراكس

bottom of page